سورة التَكاثُر
2017-04-14
سورة التّكوير
2017-04-14

(108)
سورة النّور

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم )

بِإسمِ ذاتِيَ الرُّبوبِيِّ المُشَرِّعِ المُكَلِّف لِلمُكَلَّفين و بإسمِ رحمانيَّتيَ المُكتَنِفَةِ‌ عُمومِ خَلقي و رحيميَّتيَ المُختَصَّةِ‌ بِعِبادِيَ المُؤمنين اُوحي :

( سورَةٌ‌ أنزلناها و فَرَضناها و أنزَلنا فيها آياتٍ بَيِّناتٍ لعلَّكُم تَذكّرون )

هذهِ سورةٌ أنزلناها عليٰ رَسولِنا مُحمّدٍ و فَرَضنا تَشريعاً فَرضاً و واجِباً لا يُمكِنُ نَسخُهُ و أنزَلنا فيها آياتٍ واضِحاتٍ لَعلَّكُم تَتَذَكّرونَ أحكامَ الله ،

( ‌ألزِّانِيَةُ و الزّاني فاجلِدوا كُلّ واحِدٍ‌ منهُما مِاءَةَ جَلدَةٍ و لا تأخُذكُم بهِمِا رَأفَةٌ في دِينِ الله )

ألمَرأةُ الزّانِيَةُ البالِغَةُ العاقِلَةُ غير المُكلَّفَةُ غير المُحصَنةِ والزّاني البالِغُ العاقِلُ غَيرِ المُحصَن فاجلِدوا كُلّ واحِدٍ منهُما مِأةَ جَلدَةٍ حَدّاً لِلزّنا بَعدَ ثُبوتِهِ بالشَّهادَةِ و الإقرارِ الكامِل و لا تَأخُذكُم بِهِما رَأفَةٌ عاطِفيَّةٌ في دِينِ اللهِ فَتَترُكوا الحَدَّ ،

( إن كُنتُم تُؤمِنونَ باللهِ و اليَومِ الآخِر ولْيَشْهَد عَذابَهُما طائِفَةٌ مِن المُؤمنين )

إن كنتُم تُؤمِنونَ بِاللهِ و دينهِ واليومِ الآخِر و حِسابِهِ وَلْيَشهَد عذابَهُما حينَ إجراءِ الحَدِّ طائِفَةٌ مِنَ المُؤمِنينَ المُسلِمين لِكَي يَعتَبِروا بِذلِكَ يَتَأدَّبوا ،

( ألزّاني لا يَنكِحُ إلاّ زانِيَةً أو مُشرِكَةً والزّانِيَةُ لا يَنكِحُها إلاّ زانٍ أو مُشركٍ و حُرّمَ ذلكَ عليٰ المُؤمِنين )

ألزّاني الكافِر لا يَجوزُ أن يَنكِحَ إلاّ زانيَِةً كافِرَةً أو مُشرِكَةً والزّانِيَةُ الكِتابِيَّةُ لا يَجوز أن يَنكِحَها إلاّ زانٍ كتابِيٍّ أو مُشرِكٍ و حَرَّم اللهُ ذلِكَ عليٰ المُؤمِنين فلا يَجوزُ لهُم نِكاحُ المُشركين ،

(‌ وَالّذين يَرمُونَ المُحصَناتِ ثُمَّ لَم يَأتوا بِأربَعَةِ شُهَداءِ فاجلِدوهُم ثَمانينَ جَلدَةً و لا تقبلوا لَهُم شَهادَةً أبَداً و أولئِكَ هُمُ‌ الفاسِقون )

و حُكمُ الّذين يَرمُون المُحصَناتِ قَذفاً بالزِّنا ثُمَّ لَم يأتوا عليٰ ذلِكَ بِأربَعَةِ شُهَداءِ عُدولَ فاجلِدوهُم حَدَّ القَذفِ ثَمانينَ جَلدَةً و لا تَقبَلوا لهُم شَهادَةً أبَداً و أولئِكَ هُمُ الفاسِقونَ شَرعاً‌ ،

(‌ إلاّ الذّين تابُوا مِن بَعدِ ذلِكَ و أصلَحوا فإنَّ‌ اللهَ غَفورٌ رحيم )

‌إلاّ الّذين تابُوا مِن بَعدِما قَذَفوا تَوبَةً صَحيحَةً فاقبَلوا شَهادَتِهم بعدَها إن شَهِدوا عليٰ شَيءٍ و أصلَحوا أعمالَهُم فَإنَّ اللهَ غفورٌ لَهُم رَحيمٌ بِهِم ،

(‌ والذين يَرمُون أزواجَهُم و لَم يكُن لهُم شُهَداءُ إلاّ أنفُسَهُم فَشَهادَةُ أحَدِهِم أربَعُ شَهاداتٍ باللهِ إنّهُ لَمِنَ الصّادِقين )

و حُكمُ الّذين يَرمونَ زَوجاتِهم و لَم يكُن لهُم شُهداءُ عُدولٍ أربَعة عليٰ ذلكَ و لا مُدَّعِيَ إلاّ‌ أنفُسَهُم فَشَهادَةُ أحَدِهِم أن يَحلِفَ بِأربَعِ شَهاداتٍ بالله إنّهُ لَمِنَ الصّادِقينَ في دَعواهُ ،

( وَالخامِسَةُ أنَّ لَعنَةَ اللهِ عليهِ إن كانَ مِنَ الكاذيين )

ثُمَّ يُقسِمُ باللهِ‌ وَ يَشهَدُ الخامِسَةَ لِعاناً وَ يَقولُ إنَّ لَعنَةَ اللهِ عَلَيهِ و غَضَب اللهِ عَليه إن كانَ مِنَ الكاذِبين في قَذفِهِ زَوجَتهُ بالزِّنا ،

(‌ وَ يَدرَأُ عنها العذابَ أن تَشْهَدَ أربَعَ شهاداتٍ باللهِ إنّهُ لَمِنَ الكاذِبين )

و زَوجَتُهُ يُدفَعُ عَنها الحَدّ أن تَشْهَدَ أربَعَ شَهاداتٍ بِاللهِ و تَحلِف و تُقسِم باللهِ و كِتابِهِ عند قاضي الشَّرعِ أنَّ زَوجها لَمِنَ الكاذِبين في قَذفِها ،

(‌ وَالخامِسَة أنَّ غَضَبَ اللهِ علَيها إن كانَ مِنَ الصّادِقين )

ثُمَّ‌ تَحلِفُ و تُقسِمُ بِأنَّ غَضَبَ اللهِ علَيها إن كانَ الزَّوجُ مِنَ الصّادقين في دَعواهُ بِأنّها مُرتَكِبَةٌ لِلزّنا فَتَلعَن نَفسَها فَيتَفَرَّقانِ مِن دونِ‌ طَلاقٍ ،

(‌ وَ لو لا فَضلُ اللهِ عليكُم وَ رَحمَتُهُ وَ أنّ الله تَوّابٌ حكيم )

و لو لا فَضلُ اللهِ عليكُم و رَحمَتُهُ  لما شَرَّعَ لكُم حُكمَ اللِّعان حَيْثُ يَدْرَءُ الحَدَّ و يَفصِلُ بَيْنَ الزَّوجَيْنِ و يَصون المُجتَمَع مِن خَطَرِ القَذفِ و إنَّ اللهَ تَوّابٌ حكيمٌ في تَشريعِهِ ،

(‌ إنَّ الّذين جاؤا بالإفكِ عُصبَةٌ مِنكُم لا تَحسَبُوهُ شَرّاً لَكُم بَل هُوَ خيرٌ لَكُم لِكُلِّ امرِيءٍ منهُم ما اكتَسَبَ مِنَ الإثمِ والّذي تَوَلّيٰ كِبرَهُ منهُم لَهُ عَذابٌ عظيم )

إنَّ الّذين جاؤا بالإفكِ و قَذَفوا مارِيَةَ القِبطيَّةَ هُم جَماعَةٌ‌ مِنكُم يا أصحابَ مُحمّدٍ (ص) كعائِشةَ و حَفصَةَ و ذَويهما لا تَحسَبُوهُ أنتَجَ شَرّاً لكُم بَل هُوَ كانَ خَيرٌ لكُم حَيثُ ثَبتَتَ بَراءَةُ مارِيَةَ و نِفاق قاذِفيها لِكُلّ امرِءٍ منهُم ما اكتَسَبَ مِنَ‌ الإثمِ بِحَقِّها والّذي تَوَلّيٰ كِبرَهُ مِنهُم و هو مَروانُ فَلَهُ عَذابٌ أليمٌ في النّارِ غَداً ،

(‌ لو لا إذ سَمِعتُموهُ ظَنَّ المُؤمِنونَ والمُؤمِناتُ بِأنفُسِهِم خَيْراً و قالوا هذا إفكٌ مُبينٌ )

هَلاّ إذ سَمِعتُموهُ يَقذِفُ مارِيَةَ‌ القِبطيَّةَ لم تَنهُوهُ و تُنكِروا عَليه ؟ و قَد ظَنَّ المُؤمِنونَ والمُؤمِناتُ بِوِلايَةِ محمّدٍ و آل محمّدٍ‌ (ص) بِأنفُسِهِم خَيْراً بِأنَّ مارِيَةَ‌ بَريئَةٌ و قالوا هذا إفكٌ‌ بَيِّنٌ ،

(‌ لو لا جاؤا عليهِ بِأربَعَةِ شُهَداءَ فإذ لَم يَأتوا بالشُّهَداءِ فأولئِكَ عِندَ‌ اللهِ هُمُ‌ الكاذِبون )

فَهَلاّ جاؤا عليٰ الإفكِ و قَذفِ ماِريَةَ بِأربَعَةِ شُهَداءَ فإذ لَم يَأتوا بالشُّهَداءِ‌ فأولئِكَ الأفّاكونَ عِندَ‌ اللهِ هُمُ الكاذِبونَ المَلعونون ،

( و لَو لا فَضلُ اللهِ عليكُم و رَحمَتُهُ في الدّنيا و الاخِرة لَمَسَّكُم فيما أفَضتُم فيهِ‌ عَذابٌ‌ عَظيمٌ )

و لو لا فَضلُ اللهِ عليكُم و رَحمَتُهُ يا رسولُ اللهِ في الدّنيا و الآخِرة فَعَصَمَكُمْ مِن تَصديقِ الأفّاكين لَمَسَّكُم فيما أفَضتُم فيه‌ِ مِن حَديثِ خِيانَةِ مارِيَةَ عَذابٌ عظيمٌ لِبَراءَتِها ،

(‌ إذ تَلَقّونَهُ بِألسِنَتِكُم و تَقولونَ بِأفواهِكُم ما لَيسَ لكُم بِهِ عِلمٌ و تَحسَبونَهُ هَيِّناً و هُوَ عِندَ اللهِ عَظيمٌ )

إذ تَلَقّونَهُ أيّها المُنافِقونَ الإفكَ بِألسِنَتِكُم و تَقولونَ بِأفواهِكُم ما لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلمٌ حَيْثُ إنَّ إبنَ عَمِّ مارِيَةَ مَجبُوبٌ ليسَ‌ لهُ آلَةَ الرّجولَةِ و تَحسَبونَ القَذَفَ هَيِّناً سَهلاً و هُوَ عِندَ اللهِ إثمٌ عَظيمٌ لا يُغفَر ،

(‌ وَ لَو لا إذ سَمِعتُموهُ قُلتُم ما يَكونُ لَنا أن نَتكلَّمَ بِهذا سُبحانَكَ هذا بُهتانٌ عَظيمٌ )

و هَلاّ حِينَما سَمِعتُمُ القَذفَ والإفكَ يا أصحابَ مُحمّدٍ (ص) قُلتُم ما يكونُ لَنا أن نَتَكَلَّمَ بِهذا القَذفِ لِعِرضِ رَسولِ اللهِ سُبحانَكَ هذا بُهتانٌ عَظيمٌ بَهَتوا مارِيَةَ بِهِ‌ ،

(‌ يَعِظُكُمُ اللهُ‌ أن تَعودوا لمِثلِهِ‌ أبَداً إن كنتُم مُؤمِنين و يُبَيِّنُ اللهُ لكُمُ الآياتِ واللهُ عليمٌ حكيم )

يُوعِظُكُمُ اللهُ‌ و يُحَذِّرُكُم و يَنهاكُم عَن أن تَعودوا لِمِثلِ‌ هذا الإفكِ أبَداً‌ إنْ كنتُم مُؤمِنين باللهِ‌ و بالإسلامِ‌ و يُبَيِّنُ‌ اللهُ لَكُمُ الآياتِ التَّشريعيَّةَ وَ‌اللهُ عليمٌ‌ بشُؤنِكُم حكيمٌ بِمَصالِحِكُم ،

(‌ إنَّ الّذينَ‌ يُحِبّونَ أن تَشيعَ‌ الفاحِشَةَ في الّذين آمَنوا لَهُم عَذابٌ أليمٌ‌ في الدّنيا و الآخِرةِ وَ‌اللهُ‌ يَعْلَمُ وَ‌أنتُم لا تَعلَمونَ وَ لو لا فَضلُ‌الله عليكم و رَحمَتهُ‌ و أنَّ الله رؤفٌ رحيم )

إنّ الّذينَ‌ يُحبّونَ‌ بِقَذفِ‌ الأبرياءِ أن تَشيعَ‌ الفاحِشَةُ بَيْنَ المُسلِمينَ الّذين آمَنوا بِحُرمَةِ‌ الفَحشاءِ لَهُم عذابٌ أليمٌ في الدُّنيا و هُوَ‌ حَدُّ القَذفِ وَ‌ في الآخِرَةِ هُوَ النّار وَ‌اللهُ يَعلَمُ المَصالِحَ وَ‌ أنتُم لا تَعلَمون ،

( يا أيّها الّذين آمَنوا لا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشّيطانِ وَ‌ مَن يَتَّبِع خُطُواتِ الشّيطانِ فَإنّهُ يأمُرُ بالفَحشاءِ‌ وَ المُنكَر )

يا أيّها المُسلِمونَ‌ الّذين آمَنوا بالإسلامِ لا تَقتَفوا آثارِ الشّيطانِ المُجرِمِ العاصي بارتِكابِ الجَريمَةِ والعِصيانِ وَ مَن يَتَّبِع خُطيٰ الشّيطان في طَريقِ الشَّرِ فَإنَّ‌ الشيطانُ يأمُرُهُ بالفَحشاءِ و المُنكَرِ فَيُرديهِ ،

( وَ لَو لا فَضلُ اللهِ‌ عليكُم وَ‌رَحمَتُهُ‌ ما زَكيٰ مِنكُم أحَدٍ أبَداً وَ‌لـٰكِنَّ‌ اللهَ يُزَكّي مَن يَشآءُ وَ اللهُ سَميعٌ عَليمٌ )

وَ‌ لَو لا فَضلُ‌ اللهِ عليكُم وَ‌ رَحمَتُه أيّها المُسلمين ما تَزكّيٰ مِنَ‌ الإثمِ مِنكُم أحداً أبَداً لِعَدَمِ عِصمَتِكُم وَ ‌لكِنَّ‌ اللهَ يُزَكّي بالتَّقويٰ وَ‌ وِلايَةِ آل مُحمّدٍ مَن يشآءُ تَزكيَتَهُ واللهُ‌ سَميعٌ لأِقوالِكُم عليمٌ  بِأفعالِكُم ،

(‌ وَ لا يَأتَلِ اُولوا الفَضلِ مِنكُم والسَّعَةِ‌ أن يُؤتوا اُولي القُربيٰ و المَساكينَ و المُهاجِرينَ في سَبيلِ‌ اللهِ ولْيَعفُوا ولْيَصفَحوا )

و نَنهاكُم لا يَحلِف أصحاب الثَّروَةِ‌ مِنكُم و الغِنيٰ كَأبيبَكرٍ أن لا يُؤتوا اُولي القُربيٰ كمَسطَحٍ والمَساكينَ والمُهاجرينَ في سَبيلِ اللهِ مِن أموالِهِم نَفَقَةً‌ ولْيَعفوا ولْيَصفَحوا عَنهُم تَشَيُّعهُم لِعَليٍّ (ع) ،

(‌ ألا تُحِبّونَ‌ أن يَغفِرَ اللهُ لكُم ؟ واللهُ غَفورٌ‌ رَحيمٌ )

ألا تُحِبّون يا أصحابَ‌ الثِّراءِ و الغِنيٰ أن يَغفِرَ اللهُ لَكُم بِسَبَبِ ما تُنفِقونَ عليٰ شيعَةِ آل مُحمّدٍ‌ و مَواليهِم و اللهُ غفورٌ رَحيمٌ  لِمَن أنفَقَ عليهِم ،

( إنَّ‌ الّذين يَرمُونَ المُحصَناتِ الغافِلاتِ‌ المُؤمِناتِ لُعِنوا في الدُّنيا و الأخِرة و لهُم عذابٌ عَظيمٌ )

بالقَطعِ واليَقينِ إنَّ الّذينَ‌ يَرموُنَ قَذفاً زَوجاتِ النَّبيِّ المُحصَناتِ كمارِيَةَ القِبطِيَّةَ الغافِلاتِ المُؤمِناتِ و هُم أصحابُ النّبيِّ المُنافِقين ، لُعِنوا في الدّنيا و الآخِرة مِن الله و عليٰ لِسانِ نَبِيّهِ و لهُم عَذابٌ عظيمٌ في النّار غَداً ،

(‌ يَومَ تَشهَد عَليهِم ألسِنَتُهُم وَ أيديهِم وَ‌ أرجُلُهُم بِما كانوا يَعمَلون )

وَ‌ يَومَ الحِسابِ تَشهَدُ عليهِم في مَحكَمَةِ العَدلِ الإلـٰهي ألسِنتهُم و أيديهِم وَ أرجُلُهم بما ارتَكَبوا مِن ظُلمٍ و إثمٍ و بِما كانوا يعمَلون مِن قَذفٍ المُحصَنات ،

( ‌يَومَئذٍ‌ يُوَفّيهِمُ اللهُ دِينَهُ الحَقّ و يعلَمونَ أنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ المُبين )

فَيومَذاك سيُجازيهِمُ اللهُ جَزاءَ أعمالِهِم بالحَقِّ و العَدلِ و يَعلَمونَ عِلمَ اليَقينِ أنَّ اللهَ هُوَ الحَكَمُ العَدلُ و هو الحَقُّ المُطلَقُ الظّاهِرِ عَدلُهُ ،

(‌ ألخَبيثاتُ لِلخَبيثينَ و الخَبيثونَ لِلخَبيثاتِ‌ والطّيِّباتُ لِلطّيّبينَ و الطّيِّبونَ لِلطّيّباتِ أولئِكَ مُبَرَّؤنَ مِمّا يَقولونَ لَهُم مَغفِرةٌ و رِزقٌ كَريمٌ )

ألنِّساءُ الخَبيثاتُ المُشرِكاتُ لِلمُشرِكينَ الخُبَثاء والخَبيثونَ المُشرِكونَ هُم كُفوٌ لِلخَبيثاتِ و أمّا الطّيِّباتُ المُؤمِناتُ فَهُنَّ لِلطّيّبينَ المُؤمِنين و كذلِكَ الطّيِّبونَ المُؤمِنونَ هُم كُفوٌ لِلطّيّباتِ أولئِكَ المُؤمِنونَ مُبَرَّؤنَ مِمّا يَقولُ المُنافِقونَ و لهُم مَغفِرَةٌ مِنَ اللهِ و رزقٌ كَريمٌ في الجَنّه ،

(‌ يا أيُّها الّذين آمَنوا لا تدخُلوُا بُيوتاً غَيرَ بُيوتِكُم حَتّيٰ تَستَأنِسوا و تُسَلِّموا عليٰ أهلِها ذلِكُم خَيرٌ لَكُم لَعلَّكُم تَذكَّرون )

يا أيُّها الّذين آمَنوا ظاهِراً بِألسِنَتِهِم لا تَدخُلوا بُيوتاً غَيرَ بُيوتِكُم كَبَيْتِ الزَّهراءِ و عليٍّ (ع) حتّيٰ تَستَأنِسوا مِنهُمُ‌ الإذنَ و تُسَلِّموا عليٰ أهلِها لا أن تَحرِقوا علَيهِمُ البابَ ذلِكُم الحُكمُ هو خيرٌ لكُم لعلَّكُم تَتَذَكَّرونَ حُكمَ الله ،

( فإن لَم تَجِدوا فيها أحَداً فلا تَدخُلوها حتّيٰ يُؤذَنَ لكُم وَ‌ إن قِيلَ لكُم ارجِعوا فارجِعوا هُوَ أزكيٰ لَكُم واللهُ بِما تَعمَلونَ عليمٌ‌ )

فإن لَم تَجِدوا فيها أحَداً فلا تدخُلوها عَنوَةً حتّيٰ يُؤذَنَ‌ لكُم بِدُخولِها و إن قِيلَ‌ لَكُم إنَّ‌ في الدّارِ فاطِمَة إرجِعوا فارجِعوا هُوَ أزكيٰ لكُم مِن إحراقِ بابِها و عَصرِها بَيْنَ الحائِطِ والباب و إسقاطِ جَنينِها المُحسِن واللهُ بِما تعمَلونَ مِنَ الإحراقِ عليمٌ ،

(‌ ليسَ عليكُم جُناحٌ أن تَدخُلوا بُيوتاً‌ غيرَ مَسكونَةٍ فيها مَتاعٌ لَكُم واللهُ يَعلَمُ ما تُبدونَ و ما تَكتُمون )

ليسَ‌ عليكُم حَرَجٌ أيُّها المُسلِمونَ‌ أن تَدخُلوا بُيوتاً غَيرَ مَسكونَةٍ مَتروكَة فيها مَتاعٌ لَكُم أحرَزتُموهُ فيها واللهُ يعلَم ما تُبدونَ من عَمَلٍ و ما تَكتُمونَ مِن قَصدٍ ،

(‌ قُل للمُؤمِنين يَغُضّوا مِن أبصارِهِم و يَحفَظوا فُروجَهُم ذلِكَ أزكيٰ لَهُم إنَّ اللهَ خَبيرٌ بِما يَصنَعون )

قُل يا رَسولَ اللهِ لِلمُؤمِنينَ بِالإسلامِ أمْراً‌ وُجوبِيّاً‌ يَكسِروا مِن نَظَرِ أبصارِهِم نَحوَ المُؤمِنات و يَحفَظوا سِتراً فروجَهُم عنِ الأنظارِ ذلكَ الغَضُّ والسِّترُ هوَ أزكيٰ لأِخلاقِهِم و أطهَرُ إنَّ اللهَ خَبيرٌ بِما يَصنَعونَ‌ اُمّتك ،

( ‌و قُل لِلمُؤمِناتِ يَغضُضنَ مِن أبصارِهِنَّ و يَحفَظنَ فُروجَهُنَّ و لا يُبدينَ زينَتَهُنَّ إلاّ ما ظَهَرَ مِنها )

و قُل أمراً وُجوبيّاً لِلمُؤمِناتِ المُسلِماتِ يَكسِرونَ مِن نَظَرِ أبصارِهِنَّ إليٰ الرِّجالِ و يَحفَظنَ فُروجَهُنَّ‌ مِن غَيرِ الأزواجِ و لا يُظهِرنَ زينَتَهُنَّ التّي تَزَيَّنَّ‌ بِها إلاّ‌ ما كان‌َ ظاهِراً‌ ،

(‌ ولْيَضرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ‌ عليٰ جُيوبِهِنَّ و لا يُبدينَ زينَتَهُنَّ إلاّ‌ لِبُعولَتِهِنّ أو آباءِهِنَّ أو آباءِ بُعولَتِهِنَّ أو أبناءِهِنّ )

و تَأمُرُهُنَّ لِيَضرِبنَ بِخِمارِهِنَّ عليٰ صُدورِهِنَّ و لا يُظهِرنَ زينَتَهُنَّ كالجَسَديَّةِ إلاّ لأزواجِهِنّ أو آباءِهِنّ أو آباءِ بُعولَتِهِنَّ أو أبناءِهِنَّ عَديٰ ما يُريبُهُم ،

(‌ أو أبناءِ بُعولَتِهِنَّ أو إخوانِهِنَّ‌ أو بَني إخوانِهِنَّ  أو بَني أخَواتِهِنَّ أو نِساءِهِنَّ أو ما مَلَكَت أيْمانُهُنّ )

أو أبناءِ أزواجِهِنّ مِن غَيرِهِنَّ أو إخوانِهِنَّ أو بَني إخوانِهِنَّ أو بَني أخواتِهِنَّ أو نِساءِهِنَّ‌ أو ما مَلَكَت أيْمانَهُنَّ مِنَ العَبيدِ والمَماليك ،

( أوِ التّابِعينَ غَيْرِ اُولي الإربَةِ مِنَ الرّجالِ والطِّفلِ الّذين لَم يَظهَروا عليٰ عَوراتِ النِّساء )

أوِ الغِلمانِ غَيرِ اُولي الشَّهوَةِ والبُلوغِ مِنَ الرّجالِ أو الطِّفلِ‌ الغَيْرِ المُمَيِّزِ الّذي لَم يَطَّلِع عليٰ عَوراتِ النِّساءِ بِأنّها مَوضِعٌ جِماعٍ و لَذَّةٍ ،

(‌ و لا يَضرِبنَ بِأرجُلِهِنَّ لِيُعلَمَ ما يُخفِينَ مِن زينَتِهِنَّ و تُوبوا إليٰ اللهِ جَميعاً أيّها المُؤمِنون لعلّكُم تُفلِحون )

و نَنهاهُنَّ أن لا يَضرِبنَ بِأرجُلِهِنَّ الأرضِ حينَ المَشيِ لِيُعرَفَ ما يُخفِينَ مِن زينَتِهِنَّ في أرجُلِهِنَّ و تُوبوا إليٰ اللهِ جَميعاً عَنِ الحَرامِ أيُّها المُسلِمونَ لعلَّكُم تُفلِحون ،

(‌ وَ أنكِحوا الأياميٰ مِنكُم والصّالِحينَ‌ مِن عِبادِكُم و أماءِكُم إن يكونوا فُقَراءَ يُغنيهِمُ اللهُ مِن فَضلِهِ واللهُ واسِعٌ عَليمٌ )

و زَوِّجوا العُزّابَ مِنكُم ذُكوراً أو إناثاً  و زَوِّجوا الصّالِحينَ‌ مِن عبَيدِكُم و إماءِكُم إن يَكونوا فُقَراءَ يُغنيهِمُ اللهُ مِن فَضلِهِ بَعدَ الزَّواجِ واللهُ واسِعٌ عليهِم عَليمٌ بِحالِهِم ،

( وَلْيَستَعفِفِ الّذينَ لا يَجِدونَ نِكاحاً حَتّيٰ يُغنيهُمُ اللهُ مِن فَضلِه )

وَلْيَتَعَفَّف بالعِفَّةِ و الحَياءِ والصَّبرِ عَنِ الزِّنا واللِّواطِ و الحَرامِ كُلّ الّذينَ لا يَجِدونَ نَفَقَةً  و مَهراً لِلنِّكاحِ  الدّائِمِ حَتّيٰ يُغنيهِمُ اللهُ مِن فَضلِهِ و لِيَكتَفوا بِالمُتعَه ،

(‌ و الذّين يَبتَغون الكتابَ مِمّا مَلَكَت أيْمانكُم فكاتِبوهُم إن عَلِمتُم فيهِم خَيراً و آتوهُم مِن مالِ اللهِ الّذي آتاكُم )

و الّذينَ يطلُبونَ المُكاتِبَةَ مِنَ العَبيدِ و الإماءِ مِمّا مَلَكَت أيْمانكم فكاتِبوهُم إن عَلِمتُم فيهِم خَيْراً و صِدقاً و وَفاءً و أعطُوهُم مِن مالِ اللهِ الّذي آتاكُمُ اللهُ مِنهُ ،

(‌ و لا تُكرِهُوا فَتَياتِكُم عليٰ البِغاءِ إن أرَدنَ تَحَصُّناً لِتَبتَغوا عَرَضَ الحياةِ الدّنيا )

و لا تُجبِروا فَتَياتِكُمُ المُسلِماتِ و أخواتِكُم المُؤمِنات و جَواريكُم عليٰ البِغاءِ والزِّنا إن أرَدنَ تَحَصُّناً بالمُتعَةِ لِتَطلُبوا عَرَضَ الحياةِ الدُّنيا و حُطامَها ،

(‌ و مَن يُكرِههُنَّ فَإنَّ‌ اللهَ مِن بَعدِ إكراهِهِنَّ غَفورٌ رحيمٌ و لَقَد أنزَلنا إليكُم آياتٍ مُبَيِّناتٍ و مَثَلاً‌ مِنَ الّذين خَلَوْا مِن قَبلِكُم و مَوعِظَةٌ لِلمُتّقين )

و مَن يَمنَعهُنَّ عَنِ المِتعَةِ و يُكرِههُنَّ عليٰ الزِّنا كما حَرَّمَ عُمَرُ المِتعَةَ فإنَّ اللهَ مِن بَعدِ إكراهِهِنَّ جَبراً غَفورٌ لَهُنَّ رَحيمٌ بِهِنَّ ما دُمنَ مُكرَهاتٍ و لَقَد أنزَلنا إليكُم هذِهِ الآياتِ مُبيِّناتٍ لِلأحكامِ و مِثالاً لِحالِ الّذين مَضَوا مِن قَبلِكُم و مَوعِظةً لِلمُتَّقين ،

(‌ اللهُ نورُ السماواتِ و الأرض مَثَلُ نورِهِ كَمِشكاةٍ‌ فيها مِصباح )

إنَّ اللهَ جَلَّ جلالهُ و عَظُمَ شأنُه هو نورُ السماواتِ و الأرضِ و مِن نُورهِ الذّاتيّ وُجِدَتِ السّماواتُ و الأرضُ و تَنَوَّرَتْ و مِثالُ نُورِهِ الذّاتيّ كَشُعلَةِ النّورِ الوَهّاجِ فيها سِراجٌ مُحيطٌ بِها ،

(‌ ألمِصباحُ في زُجاجَةٍ ، ألزُّجاجَةُ كأنّها كوكَبٌ دُرّيٌ يُوقَدُ‌ مِن شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زيتونَةٍ لا شَرقِيَّةٍ و لاغَربِيَّةٍ )

والسِّراجُ المُحيطُ بِشُعلَةِ النّورِ مَحلُّهُ في وَسَطِ زُجاجَةٍ كالقِنديلِ والشُّعلَةُ الوَهّاجَةُ كأنّها كوكَبٌ مُنيرٌ مُضيءٌ شَفّافٌ كالدُّرِِّ والنّورُ يُوقَدْ مِن شَجَرة‌ِ مُحمّدٍ (ص) مُبارَكَةٍ زيتونَةٍ لَيْسَت شَرقِيَّةً فارِسيَّةً و لا غَربِيَّةً روميَّةً ،

( ‌يَكادُ زيتُها يُضيءُ و لو لَم تَمسَسهُ نارٌ نورٌ عليٰ نُورٍ يهدي اللهُ لِنُورهِ مَن يَشآءُ و يَضرِبُ اللهُ الأمثالَ لِلنّاسِ و اللهُ بِكُلّ شييءٍ عليم )

يَكادُ زَيْتِ الزّيتونَةِ الّتي يُوقَدُ مِنها الشُّعلَةُ يَضييءُ بِأنوارِهِ و لو لَمْ تَمسَسهُ نارٌ أحرَقَ بِها باِبَ‌ الدّارِ و أسقَطَ مُحسِناً لَكان نُورٌ عليٰ نُورٍ يَشُعُّ مِن مِصباحِ فاطِمَه (ع) يَهدي اللهُ لِنُورهِ مَن يشآءُ و يَضرِبُ اللهَ الأمثالَ لِلنّاسِ واللهُ بِكُلِّ شييءٍ يُمَثِّلُ بهِ عَليمٌ ،

‌( في بُيوتٍ أذِنَ اللهُ أن تُرفَعَ و يُذكَرَ فيها اسمُهُ يُسبِّحُ لَهُ فيها بالغُدوِّ والآصال )

فَآلُ مُحمّدٍ (ص) هُم في بُيوتِ أذِنَ اللهُ لَها أن تُرفَعَ إعظاماً و إجلالاً و إكباراً و يُذكَرَ فيها اسمُهُ يُسبِّحُ لَهُ‌ فيها بالغَداةِ والصَّباحِ و الغُروبِ و الآصالِ لِلّهِ فيها

( رجالٌ‌ لا تُلهيهِم تِجارَةٌ‌ و لا بَيْعٌ عن ذِكرِ اللهِ و إقامِ الصَّلوةِ و إيتاءِ‌ الزَّكاةِ و يَخافونَ يَوماً تَتَقَلَّبُ فيهِ القُلوبُ و الأبصار )

رِجالٌ صِفَتهم أنّهُم لا تُشغِلهُم تِجارَةٌ و لا بَيْعٌ عَن ذكرِ اللهِ والعِِبادَةِ والجِهادِ و إقامَةِ الصَّلاةِ‌ الصَّحيحَةِ‌ و إيتاءِ الزَّكاةِ لِمُستَحَقِّيها يَخافونَ يَوماً تَتَقَلَّبُ فيهِ القُلوبُ و الأبصارُ عِندَ الحِساب ،

( لِيَجزِيَهُمُ اللهُ أحسَنَ ما عَمِلوا و يَزيدَهُم مِن فَضلِهِ و اللهُ يَرزُقُ مَن يشآءُ‌ بِغَيرِ حِساب )

بالتأكيدِ‌ سَيَجزيهِمُ‌ اللهُ‌ جَزاءٌ أحسَنَ مِمّا عَملوهُ و يَزيدهُم عليٰ الثّوابِ العادِل جَزاءً مِن فَضلِهِ واللهُ يَرزُقُ‌ مَن يشآءُ‌ مِن آلِ ‌مُحمّدٍ بِغَيرِ حِسابٍ تَفَضُّلاً‌ ،

( والّذينَ‌ كَفَروا أعمالَهُم كَسَرابٍ بِقيعَةٍ يَحسَبُهُ الظّلمآنُ مآءً حتّيٰ إذا جاءَهُ لَم يَجِدهُ شيئاً وَ وَجَدَ اللهِ عِندَهُ‌ فَوفّاهُ حِسابَهُ واللهُ سَريعُ الحِساب )

و أمّا الّذين كفَروا بِوِلايَةِ آل مُحمّدٍ‌ (ص) فَأعمالُهُم يَومَذاك كَسَرابٍ بِقاعٍ مِنَ الأرضِ يَحسَبُهُ العطشانُ مآءً فيَطلُبُهُ حتّيٰ إذا جاءَهُ لَم يَجِدهُ شَيئاً فَهُوَ‌ هبآء و وَجَد اللهَ عِندَ‌ الحِسابِ فَوفّاهُ حِسابَ أعمالِهِ و اللهُ سَريعُ الحِسابِ لَهُ

(‌ أو كَظَُلُماتٍ في بَحرٍ لُجّيٍِّ يَغشاهُ مَوجٌ مِن فَوقِهِ مَوجٌ مِن فَوقِه سَحابٌ ، ظُلُماتٌ بَعضها فَوقَ بَعضٍ )

و عَمَل عَدوّ آلِ مُحمّدٍ هو كَظُلُماتٍ‌ في بَحرٍ عميقٍ يَكسوهُ مَوْجٌ مِن فَوْقِهِ مَوجٌ مِن فَوقِهِ سَحابٌ بَحريٌّ و بُخارٌ مُظلِمٌ ظُلُماتٌ بَعضُها فوقَ بَعضٍ لا يَهتَدي لِنُورِ ولايَتِهِم أَبَداً ،

( إذا أخرَجَ يَدَهُ لَم يَكَدْ يَراها و مَن لَم يَجعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فمالَهُ مِن نُورٍ )

فَهُوَ كَمَن إذا أخرَجَ يَدَهُ مِن خِلالِ الأمواجِ لِيُبصِر طَريقَهُ لَم يَكَد يَريٰ يَدَهُ فَكَيفَ بِأن يَريٰ طريقاً وَ مَن لَم يَجعَلِ اللهُ لهُ نُوراً مِن وِلايَتِهِم فمالَهُ نُورٌ سِواهُم .

(‌ ألَم تَرَ أنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن في السماواتِ و الأرضِ والطَّيْر صافّاتٍ كُلٌّ قَد عَلِمَ صَلاتَهُ و تَسبيحَهُ واللهُ عليمٌ بِما يَفعَلون )

نَسألُ تَقريراً ألَم تَنظُر بِنَظَرِ التَّدَبُّرِ والتَّفَكُّرِ أيّها الإنسانُ أنَّ اللهَ يُسبِّحُ لَهُ ما في السماواتِ والأرضِ تكويناً و الطَّيْرِ صافّاتٍ أجنِحَتها كُلٌّ قَد عَرِفَ صَلاتَهُ و تَسبيحَهُ الخاصُّ بِهِ و لكِنّ المُنافِقين لا يُؤمِنونَ واللهُ عليمٌ بِما يَفعَلونَ الخلائِق ،

( و لِلّهِ مُلكُ السّماواتِ و الأرضِ و إليٰ اللهِ‌ المَصير )

و لِلّهِ المِلكيَّةُ التّامَّةُ المُطلَقَةُ الكامِلَةُ المُحْكَمَة بِدْأَ وَ نِهايَةً وَ‌ إبتِداءً و إستِمراراً لِكُلِّ السَّماواتِ و الأرضِ فَوَلّيٰ عليها مُحمّداً و آلَ مُحمّدٍ (ص) و إليٰ اللهِ المَصيرُ في كُلِّ الاُمور ،

(‌ ألَم تَرَ أنَّ اللهَ يُزجي سَحاباً ثُمَّ يُؤلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجعلَهُ رُكاماً فَتَريٰ الوَدقَ يَخرُجُ مِن خِلالِهِ )

و مِن آياتِ مِلكيَّتِهِ ألَم تَرَ أيُّها النّاظِرُ أنَّ اللهَ يَسوقُ غَيْماً ثُمَّ يَجمَعُ شَتاتَهُ فيَجعَلهُ رُكاماً هاطِلاً فَتَريٰ المَطَرَ يَخرُجُ مِن بَيْنِ أجزاءِ الغَيْمِ باصطِكاكِ الموجبَةِ بالسّالِبَةِ‌ ،

( و يُنَزِّلُ مِنَ السّماءِ مِن جِبالٍ فيها مِن بَرَدٍ فَيُصيبُ بِهِ مَن يَشآءُ‌ و يَصرِفُهُ عَمَّن يَشآءُ يَكادُ سَنا بَرقِهِ يَذهَبُ بِالأبصار )

و يُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِن جِبالِ الغُيومِ فيها مِن بَرَدٍ بَعدَ تَجميدِ البُخار ، فيُصيبُ بهِ مَن يَشآءُ إصابَتَهُ و يَصرِفُهُ عَمَّن يَشآءُ يَكادُ‌ ضِياءُ بَرقِهِ و رَعدِهِ يَخطَفُ الأبصارَ و يَذهَبُ بِنورِ العَيْن ،

(‌ يُقَلِّبُ اللهُ اللّيلَ و النّهارَ إنَّ في ذلِكَ لَعِبرَةً لاُِولي الأبصار )

واللهُ سُبحانَهُ يُقَلِّبُ الكُرَةَ الأرضِيَّةَ فيُديرُها حَوْلَ نَفسِها فَيُوجِدُ الَّليْلَ والنَّهارَ بذلِكَ التّقليب إنَّ في ذلِكَ التَّدبير لَعِبرَةً لأصحابِ النَّظَر التَّدَبُّرِ عليٰ حِكمةِ اللهِ وَ وِلايَتِهِ ،

(‌ واللهُ خَلَقَ كُلَّ دابَّةٍ من مآءٍ فَمِنهُم مَن يَمشي عليٰ بَطنِهِ و مِنهُم مَن يَمشي عليٰ رِجلَيْن و مِنهُم مَن يَمشي عليٰ أربَع )

واللهُ سَبحانَهُ‌ خَلَقَ كُلّ حَيوانٍ يَدُبُّ عليٰ الأرضِ بِرِجْلِهِ مِن نُطفَةٍ ، فَمِنها حَيوانٌ‌ يَمشي عليٰ بَطنِهِ كالحِيتانِ في البَحرِ و مِنها مَن يَمشي عليٰ رِجلَيْنِ كالإنسانِ و الطَّيْر و مِنها ما يَمشي عليٰ أربَعِ أرجُلٍ كالأنعام ،

(‌ يَخلُقُ اللهُ‌ ما يَشآءُ إنَّ اللهَ عليٰ كُلِّ شَيءٍ قدير )

يَخلُقُ اللهُ سُبحانَهُ ما يَشآءُ‌ خَلقَهُ و يُريدُ إيجادَهُ كيفَما يشآءُ و يُريدُ بِصِفَتِهِ الخَلاّقِيَّةِ الذّاتِيَّةِ و بِمُجَرَّدِ إرادَتِهِ فيَقولُ كُن فيَكونُ إنَّ اللهَ عليٰ كُلِّ شَييءٍ يُريدُ خَلقَهُ قَديرٌ ،

(‌ لَقَد أنزَلنا آياتٍ مُبَيَّناتٍ‌ واللهُ‌ يَهدي مَن يشآءُ إليٰ صِراطٍ مُستَقيم )

بالتّأكيدِ لَقَد أنزَلنا آياتِ وحيٍ‌ مُوَضِّحاتٍ لأِهميَّةِ‌ الوِلايَةِ الإلـٰهيَّةِ وِلايَةِ‌ مُحمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) واللهُ يَهدي مَن يَشآءُ هِدايَتَهُ‌ إليٰ صِراطٍ مُستَقيمٍ ، صِراطِ العَدلِ و صِراطِ عليٍّ أميرِ المُؤمِنين (ع)

(‌ و يَقولونَ‌ آمنّا باللهِ و بالرّسولِ و أطَعنا ثُمَّ يَتَولّيٰ فريقٌ منهم من بعد ذلك و ما أولئِك بالمُؤمنين )

وَ المُنافقون يقولونَ آمَنّا باللهِ وبالرّسول و أطَعنا ما يأمرُنا بهِ الرّسول مِن وِلايَةِ عليٍّ ثُمَّ‌ يَتَولّيٰ مُعرِضاً‌ عَنها جَماعَةٌ منهُم مِن بَعد يومِ الغَديرِ و ما أولئِكَ بالمُؤمِنين كما يَدَّعون ،

( وَ إذا دُعُوا إليٰ اللهِ وَ رَسولِهِ لِيَحكُمُ بَينَهُم إذا فَريقٌ مِنهُم مُعرِضون )

و حينَما يَدعوهُم عليّ بن أبيطالِبٍ (ع)‌ إليٰ حُكمِ اللهِ في القُرآنِ و إليٰ حُكمِ رَسولِهِ لِيَحُكُمَ بَينَهُم بِشَأنِ الوِلايَةِ و الإمامَةِ‌ و الخِلافَةِ إذا فَريقٌ مِنهُم مُعرِضونَ عَن ذلِك ،

( و إن يَكُن لَهُمُ الحَقُّ يَأتوا إليهِ مُذعِنين )

وَ‌ إنَّ إعراضَهُم هُوَ دليلٌ بِأنَّ اللهَ و رَسولَهُ حَكَما بالوِلايَةِ لِعَليٍّ (ع) إذ لَوْ يَكُنِ الحَقُّ بالخِلافَةِ في القُرآنِ أو السُّنَّةِ لَأتَوْا إليٰ ما يَدعوهُم مُذعِنِينَ لِلّهِ و رَسولِهِ ،

(‌ أفي قُلوبِهِم مَرَضٌ أم ارتابوا أم يَخافونَ أن يَحيفَ اللهُ علَيهِم و رَسولُهُ بَل أولئِكَ هُمُ الظّالِمون )

نَسألُ مُوَبِّخينَ مُستَنكِرينَ هَل في قُلوبهِم مَرَضٌ مِنَ النِّفاقِ أم تَشكَّكوا في القُرآنِ أم يَخافونَ أن يَجورُ اللهُ عليهِم و رَسولُهُ بِنَصِّهِما عليٰ عليٍّ (ع) بَل أولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ و لَيْس اللهِ بِظالِمٍ ،

( ‌إنّما كانَ قَوْل المُؤمِنينَ إذا دُعوُا إليٰ اللهِ وَرسولِهِ لِيَحْكُمَ بَينَهُم أن يَقولوا سَمِعنا و أطَعنا و أولئِكَ هُمُ المُفلِحون )

إنّما التّكليفُ الواجِبُ أن يَقولَ المُؤمِنونَ حينَما دُعوُا إليٰ اللهِ و رَسولِهِ لِيَحْكُمُ بينَهُم بِشَأنِ الوِلايَةِ أن يَقولوا سَمِعنا و أطَعنا كلامَ اللهِ و أولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ بِقَوْلِهم ،

( ‌و مَن يُطِعِ اللهَ ورَسولَهُ و يَخشَ اللهَ و يَتَّقْهِ فأولئِكَ هُمُ الفائِزون )

و مَن يُطِعْ أمرَ اللهِ و رَسولِهِ بِتَوَلّي عَليِّ بن أبيطالِبٍ (ع) و يَخافُ عَذابَهُ و يَتَّقيهِ و لا يَعصيهِ و لا يُعرِض عَن وِلايَةِ‌ عليٍّ (ع) فأولئِكَ هُمُ الفائِزونَ فَعَليٌ و شيعَتُهُ هُمُ الفائِزون ،

( و أقسَموا باللهِ جَهدَ أيْمانِهِم لَئِن أمَرتَهُم لَيَخرُجُنَّ قُل لا تُقسِموا طاعَةٌ مَعروفَةٌ إنَّ اللهَ خَبيرٌ بما تعمَلون )

و أقسَموا باللهِ لكَ يا رَسولَ اللهِ غايَةَ أيْمانِهِم المُغَلَّظَةِ لَئِن أمَرتَهُم بالإلْتِحاقِ بِجَيشِ اُسامَةَ لَيَخرُجُنَّ مَعَهُ قُل لا تُقسِموا طاعَةٌ‌ مَعروفَةٌ‌ مُسبَقاً مُخالَفَتها إنَّ اللهَ خَبيرٌ بِما سَتَعمَلونَ في السَّقيفَه ،

(‌ قُل أطيعوا اللهَ‌ و أطيعوا الرّسول فإن تَوَلّوْا فإنّما عليهِ ما حُمِّلَ و عليكُم ما حُمِّلتُم )

قَُل لهُم يا حبيبي أطيعوا اللهَ و أطيعوا الرَّسولَ و التَحِقوا بِجَيشِ اُسامَةَ فَلَعَنَ اللهُ  المُتَخَلِّفُ عَن جَيشِ‌ اُسامَة فإن تَوَلَّوْا مُعرِضينَ فَلَيْس عليكَ إلاّ ما حمّلناكَ مِن مَسئولِيَّةِ الإبلاغِ و عَليهِم ما حُمِّلوا مِن الطّاعَه ،

(‌ و إن تُطيعوهُ تَهتَدوا و ما عليٰ الرَّسولِ إلاّ البَلاغُ المُبين )

وَ إن تُطيعوا رَسولَ اللهِ و تَلتَحِقوا بِجَيْشِ اُسامَةَ و تَدَعُوا الخِلافَةَ‌ لِعَليٍّ (ع) تَهتَدوا لِلحَقِّ و ما عليٰ الرّسولِ إلاّ البَلاغُ الواضِحُ يُبَلِّغُكُم بهِ لا أكثَر ،

(‌ وَعَدَ اللهُ الَّذين آمَنوا مِنكُم و عَمِلوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم في الأرضِ كما استَخلَفَ الّذينَ مِن قَبلِهِم )

‌وَعَدَ اللهُ سُبحانَهُ و لا يُخلِفُ‌ وَعدَهُ أبَداً‌ ألّذين آمَنوا مِنكُم بِوِلايَةِ محمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) وَعَمِلوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم في الأرضِ بَعدَ حُكّامِ الجَوْرِ كما استَخلَفَ الّذينَ مِن قَبلِهِم بَني إسرائيل ،

( و لَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دينَهُمُ الّذي ارتَضيٰ لَهُم و لَيُبدِلَنَّهُم مِن بَعدِ‌ خَوفِهِم أمْناً يَعبُدونَني لا يُشرِكونَ بي شَيئاً‌ )

و لَيُمَكِّنَنَّ لهُم دينَهُم عِندَ قِيامِ القائِمِ المَهديِّ (ع) و لَيُبدِلَنَّهُم مِن بَعدِ خَوْفِهِم مِنَ الطّواغِيتَ أمْناً تَحتَ حُكومَةِ عَدلِ المَهديّ (ع) يَعبُدونَ اللهَ و لا يُشرِكونَ بِطاعَتِهِ و عِبادَتِهِ شَيئاً ،

(‌ وَ مَن كَفَرَ بَعدَ ذلِكَ فَأولئِكَ هُمُ الفاسِقون )

وَ مَن كَفَرَ بِوِلايَةِ محمّدٍ و آل مُحمّدٍ (ص) بَعدَ ذلِكَ الوَعد القطعيّ الإلـٰهيّ فأولئِكَ هُمُ‌ الفاسِقونَ‌ عِندَ اللهِ و عِندَ المُسلِمين ،

(‌ وَ أقيموا الصّلوة و آتو الزَّكاة وَ أطيعوا الرَّسولَ لعلّكم تُرحَمون )

وَ‌ نأمُرُكُم أمراً وُجوبِيّاً عَينيّاً‌ أقِيموا الصَّلاةَ صَحيحَةً‌ مِن غَيرِ بِدعَةٍ و آتوُا الزّكاةَ لِمُستَحِقّيها و أطيعوُا الرَّسولَ في كُلِّ سُنَنِهِ وَ أحكامِهِ وَ وَالُوا أهلَ بَيْتِهِ لَعلَّكُم تُرحَمونَ بِذلِكَ ،

(‌ لا تَحسَبَنَّ الّذين كفَروا مُعجِزينَ في الأرضِ و مأواهُمُ النّارُ و لَبِئسَ المَصير )

لا تَحسَبَنَّ‌ أيُّها الإنسانُ أنَّ الّذين كفَروا بِوِلايَةِ محمّدٍ‌ و آل مُحمّدٍ يُعجِزونَ اللهَ في الأرضِ بِعِدَّتِهِم و عَدَدِهِم بَل سَيَقضي عليهِم و يُهلِكُهُم و مَصيرُهُمُ النّارُ و لَبِئسَ المَصير لهُم ،

(‌ يا أيّها الذين آمنوا لِيَستأذِنكُمُ الذين مَلَكت أيْمانكُم والذين لم يَبلُغوا الحَلَمَ مِنكُم ثَلاثُ مَرّاتٍ )

يا أيّها الذين آمَنوا بالإسلامِ نَأمُرُكُم لِيَستأذِنكُم بالدُّخولِ عليكُم ألّذين مَلَكَت أيْمانُكُم مِنَ العَبيدِ و الإماءِ و الأطفالِ الّذين لَم يَبلُغوا الإحتِرامَ مِنكُم في اليَومِ ثَلاث مَرّاتٍ ،

(‌ مِن قَبلِ صَلاةِ الفَجرِ و حينَ تَضَعونَ ثِيابَكُم مِنَ الظَّهيرَةِ و مِن بَعدِ‌ صَلاةِ العِشاءِ ثَلاث عَوْراتٍ لكُم )

‌ألمَرَّةُ الأوليٰ مِن قَبلِ صَلاةِ الفَجرِ و الثّانِيَة حينَ تَضَعونَ ثِيابَكُم مِن ظَهيرَةِ النّهارِ لِلإستِراحَةِ والثّالِثَةِ مِن بَعدِ صَلاةِ العِشاءِ الآخِرَةِ حينَما تَقصُدونَ النَّوْمَ في الفِراشِ ثَلاث أوقاتٍ عَوْراتٍ لَكُم ،

(‌ لَيسَ عليكُم جُناحٌ بَعدَ‌هُنَّ طَوّافُونَ بَعضكُم عليٰ بَعضٍ كذلِكَ يُبَيِّنُ الله لكُم الآيات وَ‌اللهُ عليمٌ حكيمٌ )

ليسَ عليكُم حَرَجٌ بَعد هذهِ الأوقاتِ الثَّلاث أن يَطوفَ بعضُكُم عليٰ بَعضٍ مِن دونِ إستيذانٍ هكذا يُبَيُِنُ اللهُ لكُم آياتَ الأحكامِ وَ اللهُ عليمٌ بِشُؤنِكُم خَبيرٌ حكيمٌ بِمَصالِحِكُم ،

(‌ وَ إذا بَلَغَ‌ الأطفالَ مِنكُمُ الحُلُمَ فَليَستَأذِنوا كما استأذَنَ الّذينَ مِن قَبلِهِم كذلكَ يُبَيِّنُ‌ اللهُ‌ لَكُم آياتِهِ‌ وَ اللهُ عليمٌ حكيم )

و حينَما يَبلُغُ الأطفالُ مِنكُم سِنَّ‌ الإحتِلامِ فَليستَأذِنوا كما استَأذَنَ الّذين من قَبلِهِم مِنَ البالِغين فلا يَدخُلوا بِدُونِ إذنٍ كذلكَ يُبَيِّنُ‌ اللهُ لَكُم آياتَ أحكامِهِ‌ واللهُ‌ عليمٌ بِأحوالِكُم حكيمٌ بِمَصالِحِكُم ،

( وَالقَواعِدُ‌ مِنَ النِّساءِ‌ اللاّتي لا يَرجُونَ نِكاحاً‌ فَلَيسَ عليهِنَّ جُناحٌ أن يَضَعْنَ ثِيابَهُنَّ غَيرَ‌ مُتَبَرِّجاتٍ بِزينَةٍ‌ )

والنِّساءُ العَجائِزُ‌ القَواعِدُ عَنِ النِّكاحِ اللاّتي لا يَرجينَ و لا يَأمَلنَ نِكاحاً‌ فَلَيسَ عليهِنَّ حَرَجٌ أن يَضَعنَ ثِيابَهُنَّ الفَوقانيَّةَ غيرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزينَةٍ‌ الحُلي و الحُلَلْ ،

(‌ وَ‌ أن يَستَعفِنَ خَيرٌ لَهُنَّ وَ اللهُ سَميعٌ عليمٌ )

و لو أنّهُنَّ يَستَعفِنَ عَن وَضعِ ثِيابِهِنَّ الظّاهِريَّة إيضاً فَهُوَ خيرٌ لَهُنَّ‌ و أفضَل لحُِرمَتِهِنَّ‌ و كَرامَتِهِنَّ واللهُ سميعٌ لأِقوالِهِنَّ عليمٌ بأفعالِهِنّ‌ ،

(‌ لَيسَ عليٰ الأعميٰ حَرَجٌ  و لا عليٰ الأعرَجِ حَرَجٌ و لا عليٰ المَريضِ حَرَجٌ و لا عليٰ أنفُسِكُم أن تَأكُلوا مِن بُيوتِكم )

لَيسَ‌ عليٰ الأعميٰ عَيْنَيْهِ حَرَجٌ و لا عليٰ الأعرَجِ رِجلَيْهِ حَرَجٌ و لا عليٰ المَريضِ العاجِزِ عَنِ الإكتِسابِ حَرَجٌ و لا عليٰ أنفُسِكُم حَرَجٌ أن تَأكُلوا نَفَقَةً مِن بُيوتِكُم ،

(‌ أو بُيوتِ آباءِكُم أو بُيوتِ اُمّهاتِكُم أو بُيوتِ إخوانِكُم أو بُيوتِ أخَواتِكُم أو بُيوتِ أعمامِكُم أو بُيوتِ عَمّاتِكُم )

أو بُيوتِ آباءِكُم أو بُيوتِ اُمَّهاتِكُم أو بُيوتِ إخوانَكُم أو بُيوتِ أخَواتِكُم سواءً الأبَوَيْنيّ أوِ الأبيِّ أوِ الاُميِّ أوِ الرِّضاعِيِّ مِنهُم أو بُيوتِ أعمامِكُم أو بُيوتِ عَمّاتِكُم ،

(‌ أو بُيوتِ أخوالِكُم أو بُيوتِ خالاتِكُم أو ما مَلَكتُم مَفاتِحَهُ أو صَديقِكُم لَيسَ عليكُم جُناحٌ أن تَأكُلوا جَميعاً أو أشتاتاً )

أو بُيوتِ أخوالِكُم أو بُيوتِ خالاتِكُم أو ما مَلَكتُم مَفاتِحَهُ مِنَ البُيوتِ بالتَّولِيَةِ أوِ الوِكالَةِ أوِ المُكاتِبَةِ أو التّاخي و التَّحالُف و التَّزاوُج والشّراكَةِ أو مِن بُيوتِ صَديقِكُم لَيسَ عليكُم جُناحٌ أن تَأكُلوا مِنها كُلاّ وَ جُزاءً تُجيزونَ جَميعاً‌ ،

(‌ فَإذا دَخلتُم بُيوتاً فَسَلِّموا عليٰ أنفُسِكُم تَحيَّةً مِنْ عِندَ اللهِ مُبارَكَةً طَيّبَةً كذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ‌ لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُم تَعقِلون )

فَإذا دَخَلتُم بُيوتاً لأِحَدِهِم فَنأمُرُكُم إرشاداً أن تُسَلِّموا عليٰ أنفُسِكُم تَحيّةً مِن عِندِ اللهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً فقولوا سلامٌ عليكُم فَيَردّونَ عليكُم سَلامكُم كذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لكُم آياتَ أحكامِهِ لعلَّكُم تعقِلونَ آياته ،

(‌ إنّما المُؤمِنونَ الّذين آمَنوا باللهِ و رَسولِهِ و إذا كانوا مَعهُ عليٰ أمرٍ جامِعٍ لَم يَذهَبوا حَتّيٰ يَستَأذِنوهُ )

إنّما المُؤمِنونَ الّذين آمَنوا حَقيقَةً و صِدقاً‌ باللهِ و رَسولِهِ و أهل بَيْتِهِ  هُمُ الّذينَ إذا كانُوا عليٰ أمرٍ جامِعٍ بَيْنَهُم مَتَّفَقٌ عَليهِ لَم يَذهَبوا مِن الإجتِماعِ بِلا إذنٍ مِن رَسولِ اللهِ و لا يَذهَبونَ حَتّيٰ يَستَأذِنوهُ في الذِّهابِ

(‌ إنَّ‌ الَّذين يَستأذِنونَكَ أولئِكَ الّذين يُؤمِنونَ باللهِ وَ رَسولِهِ فإذا استَأذَنوكَ لبَِعْضِ شَأنِهِم فَأذَن لِمَن شِئتَ مِنهُم )

إنَّ الذّين يَستَأذِنونَكَ بالذِّهابِ أولئِكَ‌ هُمُ الّذين يُؤمِنون باللهِ و رَسولِهِ حَقّاً فَإذا استَأذَنونَكَ يا حبيبي لِبَعضِ شُؤنِهِم فَأذَن لِمَن شِئتَ مِنهُم بالذِّهاب ،

( واستَغفِرِ لَهُم اللهَ ، إنَّ اللهَ غَفورٌ رَحيمٌ )

وَ استَغفِرِ الله يا رسولَ الله لِلّذينَ يَستأذِنونَكَ لِبَعضِ شُؤنِهِم وَ اطلُبِ المَغفِرَةَ منَ اللهِ إنَّ اللهَ غَفورٌ لهُم رحيمٌ بِهِم يَشفَعُ لَكَ فيهم ،

(‌ لا تَجعَلوا دُعاءَ الرَّسولِ بَيْنَكُم كدُعاءِ بَعضِكُم بَعضاً قَد يَعلَمُ اللهُ الَّذينَ يَتَسللونَ مِنكم لِواذاً )

أيُّها الصِّحابَة لا تَجعَلوا نِداءَ‌ الرّسولِ‌ لَكُم و دَعوَتَهُ بَيْنَكُم كَدَعْوَةِ بَعضِكُم لِبَعضٍ مِن غَيرِ إلزامٍ بَل إنَّ تَلبِيَة دَعوَتِهِ واجِبَةٌ و يَجِبُ الإستيذانُ مِنهُ لِلإنصِراف قَد يَعلَمِ اللهُ الّذين يَفِرّونَ خُفيَةً مِن دَعوَتِهِ‌ ،

(‌ فَليَحذَرِ الّذين يُخالِفونَ عَن أمرِهِ أن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أو يُصيبَهُم عَذابٌ أليمٌ )

فَليَحذَرِ الّذين يُخالِفونَ عَن أمرِ رَسولِ اللهِ بإحضارِ الدَّواةِ و الكَتِفِ لِيُوصي بالخِلافَةِ  لِعَليٍّ (ع) و يَقولونَ إنّهُ لَيَهجُر أن تُصيبَهُم فِتنَة الإختلافِ أو يُصيبَهُم عَذابٌ أليمٌ يومَ القيامَه ؟

(‌ ألا إنَّ لِلّهِ ما في السّماواتِ و الأرضِ قَد يَعلَمُ ما أنتُم علَيه )

ألا فاعلَموا أنّ لِلّهِ ما في السّماواتِ و الأرضِ مِلكيَّة تامَّةً مُطلَقَةً حقيقيَّةً‌ و بالتأكيدِ‌ هُوَ يعلَمُ ما أنتُم عليهِ مِنَ النِّفاقِ و الحِقدِ لِعَليٍّ و الزَّهراءِ (ع)

(‌ وَ‌ يَومَ يُرجَعونَ إليهِ فيُنَبِّئُهُم بِما عَمِلوا وَ اللهُ بِكُلِّ شَيءٍ عليمٌ )

وَ يَومَ يُرجَعونَ الصّحابَةُ إليٰ اللهِ لِلحِسابِ وَ الجَزاءِ في الحَشرِ فيُخبِرُهُم بِما عَمِلوا في السَّقيفَةِ و بَعدَها وَاللهُ بِكُلّ شَيءٍ فَعَلوهُ عليمٌ جِدّاً .

( صَدَقَ اللهُ العَليُّ العَظيمُ )


نشر في الصفحات 1755-1734 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *