(105)
سورة القارِعَةُ
بِإسمِ ذاتِيَ الواهِبُ الوُجودِ لِلمُوجوداتِ وَ مُعدِمُها وَ مُعيدُها وَ بإسمِ رَحمانيَّتيَ الّذي شَمَلها وَرَحيميَّتيَ الّذي شَمَلها وَ رَحيميَّتيَ أختَصُّ بِبَعضِها دونَ بَعضٍ أوحي :
سَتأتي الحادِثَةُ الكُبريٰ القارِعَةُ لِلخَلائِقِ ساعَةَ النُّشورِ وَ ما أدراكَ ما عَظَمَةُ وَ ما هَوْلُ ساعَةِ القيامَةِ القارِعَةِ لِلِنّاس؟،
يومَ يَكونُ النّاسُ فيهِ كالفراشِ المُنتَشِر هُنا وَ هُناكَ وَ تَكونُ الجِبالُ فيهِ كالقُطنِ المَنفوشِ مُتَكدَكةً مَنسوفَةً ،
فيَومَئذٍ فَأمّا مَن ثَقُلَت مَوازينُ أعمالِهِ الصّالِحَةِ مِنَ النّاسِ في ميزانِ الأعمالِ وَ الحِسابِ بالتَّقويٰ وَ الوِلايَةِ فَهُوَ سيكونُ في عِيشَةٍ راضِيَةٍ في الجَنّةِ مع آل مُحمّد (ص) .
وَ أمّا مَن خَفَّت موازينُ أعمالِهِ في حِسابِ الأعمالِ والميزان بِتَركِ وِلايَةِ آلِ مُحمّدٍ (ص) والتَّقويٰ فَيومَئِذٍ فمَأواهُ هاوِيَة الجَحيمِ يَهويٰ فيها ،
وَ ما أدراكَ ما عَظَمَةُ الهاوِيَةِ وَ ما هِيَ الهاوِيَةُ ؟ إنّها نارٌ مُحرِقَةٌ شَديدَةُ الحَرارَةِ مُحماةٌ لأِهلِها فَأنتَ لا تَدري بالإحساس ما هِيَ شِدّة إحراقِها إذ أنتَ مَصونٌ مِنها لكنّكَ شاهَدتَها مِن بُعدٍ لَيْلَةَ المِعراج وَسَتَراها يومَ القِيامَةِ مِن قُربٍ ناراً حامِيَةً مُؤجَّجَةً مُلتَهِبَةً مُشتَعِلَةً مُحرِقَةً تَلتَهِمُ أعداءَكَ وَ أعداءَ أهلِ بَِيتكَ و مُبغضيكُم .
نشر في الصفحات 1729-1728 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی