سورة القَدر
2017-04-13
سورة الإنشِقاق
2017-04-14

(80)
سورة الأَعليٰ

( بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم )

بِإسمِ ذاتِيَ العَليِّ الأعليٰ ألعَظيمِ الأعظَم و بإسمِ رَحمانيَّتِيَ الشّامِلَةِ لِخَلقي و ٰرحيميَّتيَ الخاصَّةِ بِعِباديَ‌ المُخلِصين اُوحي إليك :

(‌ سَبِّحِ اسمَ رَبِّكَ الأعليٰ )

قَدِّسِ اسمَ رَبِّكَ عنِ النَّواقِص وَ سَبِّحهُ‌ بإسمِهِ الأعليٰ في سُجودِكَ و قُل سُبحانَ رَبّيَ‌ الأعليٰ و بِحَمدِه فَمِنهُ إشتَقَقتُ إسمَ عليٍّ وَليّي (ع) و رَبُّكَ الأعليٰ فلا يُعليٰ عليهِ شييءٌ ،

(‌ ألّذي خَلَقَ فَسَوّيٰ )

فَرَبُّكَ بِبَرَكَةِ إسمِهِ  العَليِّ الأعليٰ خَلَقَ الخَلائِقَ جَميعاً فَسوّيٰ و عَدَّلَ خَلقَها بِحِكمَتِهِ تَعاليٰ ،

(‌ والّذي قَدَّرَ فَهَديٰ )

و هُوَ الّذي مِن إسمِهِ الأعليٰ الأعظمِ الأعَزِّ الأجَلِّ قَدَّرَ المُقَدَّراتِ و الأقدارِ منَ‌ الأرزاقِ و الآجالِ و الأحوالِ فَقادَها لِمُقَدَّراتِها ،‌ فَهَديٰ خَلقَهُ لِولايَةِ عليٍّ سَمِيَّهُ هِدايةً كامِلةً‌ ،

( وَالَّذي أخرَجَ المَرعيٰ )

و هُوَ الّذي بِبَركَةِ إسمِهِ الأعليٰ أخرَجَ مِنَ الأرضِ والتُّرابِ المَرعيٰ لِلدَّوابِ مِنَ الحَشائِشِ والنَّباتاتِ الطَّبيعيَّةِ ،

( فَجَعلَهُ غُثاءٌ أحويٰ )

و بَعدَ رَعْيِ الحَيواناتِ و الأنعامِ والدَّوابِّ مِنهُ جَعَلهُ جافّاً يابِساً‌ تَذروهُ الرِّياحُ و بَعدَ الخُضرَةِ اليانِعَة أحويًٰ سودآءَ لَوْنَها و شَكلَها ،

( سَنُقرِئُكَ فلا تَنسيٰ )

فَمِن فَيْضِ إسمِنا العَليِّ الأعليٰ سَنُقرِئُكَ القُرآنَ‌ كلامَنا و وَحيَنا بِواسِطَةِ جَبرئيلَ فعِندَئذٍ بعدَ‌ قَرائَتِهِ فلا تَنسيٰ شَيئاً مِنهُ أبَداً‌ ،

(‌ إلاّ ما شآءَ اللهُ إنّهُ يَعلَمُ الجَهرَ و ما يَخفيٰ )

‌إلاّ ما شآءَ اللهُ أن تَتَناساهُ مِنَ‌ المَنسوخِ في القرآنِ كَآيةِ صَدَقَةِ النَّجويٰ الّتي نُسِخَت بعدَ‌ أن لم يَعمَل بِها غَيرُ عليٍّ (ع) إنَّ اللهَ يَعلَمُ‌ الجَهرَ المُعلَنَ مِنكُم و ما يَخفيٰ عليكُم مِنَ الأسرارِ و الخَفيّات ،

(‌ و نُيَسِّرُكَ لِليُسريٰ )

و بِفَيْضِ إسمنا العَليّ الأعليٰ نُوَجِّهَكَ بِيُسرٍ و تَوْفيقٍ لِوِلايَةِ عليّ بن أبي طالِبٍ (ع) ألسّيرَةِ‌ والسُّنَّةِ الإلـٰهيَّةِ السَّهلَةِ اليَسرَةِ ،

( فَذَكِّر إن نَفَعَتِ الذِّكريٰ )

فَذَكِّر بِوِلايَةِ عليٍّ (ع) اُمَّتَكَ يا رَسولَ الله إن نَفَعَتِ الذِّكريٰ بِوِلايَةِ عليٍّ اُمَّتَكَ فَتَمسَّكوا بِوِلايَتِهِ واتَّبعوُهُ و شايَعوهُ ،

( سَيَذَّكَرُ مَن يَخشيٰ )

فَحَتماً سَيَتذَكَّرُ‌ و يَنتَفِعُ بِتَذكيرِكَ لَهُ مَن يَخافُ اللهَ و يَخشيٰ حِسابَهُ و عِقابَهُ‌ و عَذابَهُ فيَتَمسَّك بِوِلايَةِ عليٍّ (ع) ،

(‌ و يَتَجَنَّبُها الأشقيٰ )

و نُعلِمُكَ مُسبَقاً بَعدَ ما تُذَكِّر اُمَّتَكَ بِوِلايَةِ عليٍّ (ع) سَيَتَجنَّبُها كُلّ شَقيٍّ ضالٍّ مُنافِقٍ مَحرومٍ مِن سَعادَةِ الدُّنيا و الآخِرَه ،

( ألّذي يَصليٰ النّارَ الكُبريٰ )

و هذا الشَّقيُّ الّذي يَتَجنَّب وِلايَةَ عليٍّ (ع) و يَشقيٰ سَيَصليٰ بذلكَ النّار الجحيمِ المُؤلِمَةِ الكُبريٰ في جَهنَّم ،

( ثُمَّ لا يموتُ فيها و لا يَحييٰ )

ثُمَّ بعدَ‌ أن يَصليٰ الشَّقِيُّ المُتَجَنِّبُ وِلايَةَ عليٍّ (ع) نارَ جَهنَّمَ فَيَخلُد فيها إليٰ الأبَد و لا يموتُ فَيَستَريحُ مِنها و لا يَحييٰ بالخُروجِ منها ،

( قَد أفلَحَ مَن تَزَكّيٰ )

بالتأكيدِ و التَّحقيقِ قَد أفلَحَ و فازَ مَن تَزَكّيٰ لِنَفسِهِ بمَوَدَّةِ وَ وِلايَةِ عليٍّ ابن أبيطالِبٍ (ع) و فازَ بالجَنَّةِ لا مَن تَزَكّيٰ بالفِطرَةِ فَإنَّها بَعدَ لَم تُفرَض في العيد ،

(‌ و ذَكَرَ اسمَ رَبّهِ فَصَلّيٰ )

و قَد أفلَحَ مَن ذَكَر اسمَ رَبّهِ العَليّ و شَهَدَ بالشَّهادَتَيْنِ و بالشَّهادةِ الثّالِثَةِ لِعَليٍّ (ع) في الأذانِ و الإقامَةِ ثُمَّ صَلّي الفَرائِضَ بَعدَها ،

( بَل تُؤثِرونَ الحَياةَ‌ الدُّنيا )

مَعَ هذا الأمر فإنّكُم يا أصحابَ مُحمّدٍ لا تُؤثِرونَ وِلايَةَ عليٍّ (ع) عليٰ الدُّنيا بَل تُؤثِرونَ الحياةِ الدُّنيا و مَلَذّاتِها و شَهَواتِها عليٰ وِلايَتِه ،

( وَالآخِرَةُ خَيرٌ و أبقيٰ )

وَاعلَموا أنَّ الآخِرَةَ و نَعيمَها المَشروطَةِ بِوِلايَةِ عليٍّ (ع) خَيرٌ لَكُم مِنَ الحياةِ الدُّنيا وَ أبقيٰ لَكُم و أدوَمُ أيّها المُسلِمون ،

( إنَّ هذا لَفي الصُّحُفِ الاُوليٰ )

إنَّ هذا الّذي ذَكرناهُ هُنا بالتأكيدِ مَذكورٌ في الكُتُبِ السَّماوِيَّةِ والصُّحُفِ الإلـٰهيَّةِ الاُوليٰ المَنزَلَةِ قَبلَ القُرآن ،

(‌ صُحُفِ إبراهيمَ ‌و موسيٰ )

صُحُفِ إبراهيمَ‌ الخَليل (ع) ألحاوِيَةِ لِشَريعَةِ التَّوحيدِ وَ السُّنَّةِ الحَنيفيَّةِ الإبراهيميَّةِ و التَّوراة كتاب موسيٰ الكَليم (ع)

(‌ صَدَقَ اللهُ العَليُّ العَظيم )


نشر في الصفحات 1480-1477 من كتاب تفسير القرآن أهل البيت (ع) المجلد ألثّانی

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *