کتاب معجم الکلام
2018-01-16
( أ ) حرف الألف
2018-01-17

المقــــــــــدّمة

بسم الله الرّحمٰن الرّحیم

ألحمد لله ربّ العالمین والصلاة والسلام علیٰ أشرف النبیّین محمّد­­­ و­آله الطاهرین و لعنة الله علیٰ أعدائهم أجمعین إلیٰ یوم الدین.

وبعد،

ألکلّ یعلم أنّ للشّیعة قصب السبق في تأسیس علوم الإسلام لا سیّما علم الکلام و ­قد برز فیهم قدیماً وحدیثاً علماء فطاحل و أبطال أشاوس في میادین الجدل والنقاش و­استعمال الدلیل و­البرهان و­المنطق الصحیح و القول الفصیح علی ضوء العقل و الشرع ونصوص القرآن و العترة و لهٰؤلاء الرجال الافذاذ الفضل الکبیر علی رسوخ العقائد الإسلامیّة الحقّة و انتشارها بمرّ العصور والاجیال،کما لهم الفضل الاکبر فی مکافحة ألآراء الفاسدة و المعتقدات الباطلة و صیانة المجتمعات الإسلامیّة من سموم المبادئ الهدّامة منذ صدرالإسلام حتّی الیوم،

و­بما أنّ علم الکلام له مصطلحاته الخاصة الّتی اصطلح علیها علماء الکلام وکلّ فرد­­ غیر جاهلٍ بهذا العلم واصطلحت الامامیّة ذلك قدیماً­ و حدیثاً فی کتبها و مناقشاتهاً فبقیت ملتزمة ذلك طیلة تأریخها الملئ بالهزّات الّتی انتجتها ألاقدام المأجورة و­ الأبواق الخبیثة العملیة للسلطات الزمنیّة أو المبادئ الأجنبیّة الهدّامة الّتی سعت للنّیل من معتقدات الشیعة الإمامیّة ألمطابقة للحقّ و العدل والشرع والعقل،وبذلك وقفت موقفاً ثابتاً صلباً أمام الإعتداءات و التخرّصات و الهجمات موقفاً دفاعیّاً مشرّفاً و امتنعت عن الهجوم التزاماً للأخلاق الإسلامیّة و تجنّباً عن التّسافل و رعایةَ لوحدة الصفّ و لمّ الشمل و کظماً للغیظ و عفواً عن الناس و غضّاً عن الجهل و إتّقاءَ لنار الفتنة الّتی سعی الأعداء بإسعارها و یسعی الشیعة دائماً لإطفائها،

واهتمّت الشیعة واهتمّ علماؤها الفطاحل و خطباؤها الأفاضل بالدفاع عن الحقّ و الحقیقة بالحکمة و الموعظة الحسنة و المجادلة بالدلیل و البرهان و المنطق الصحیح عملاً بقوله تعالی(أدعُ إلی سبیل ربّک بالحکمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالّتی هی أحسن) فلم یستعمل أیّ عالم شیعیّ أسلوب السبّ و الفحش والمهاترة و المغلطة فی الجدل و النقاش حیث أنّ التشیّع أجلّ و أعظم وأعلی قدراً من التنزل إلی هذا المستوی الذی نزل إلیه الخصوم مهما کلّفه من ثمن ومهما تحمّل من شدائد و مهما تکبّد من تضحیات حیث أنّ هذا الأسلوب المشین الذی یتّخذه أعداء الشیعة سلوکاً لهم فی الحیاة هو دلیلً علی نقصانهم و ضلالهم و قلّة باعهم و رخص متاعهم و شدّة حقدهم و حسدهم و عنادهم عن الحقّ و رسوخهم فی الباطل و دوامهم فی الغیّ و ابتعادهم عن الحقّ و العدل، و لیس السبّ و الفحش و المهاترة و المغلطة و القذف و التهمة و الاءفتراء سوی أسالیب للعجرة و الجهّال و أصحاب النفوس الضعیفة و القلوب المریضة فنقول لهؤلاء أجمع: إنّ القافلة تسیر ولا یهمّها نباح الکلاب فالحقّ یعلو ولا یعلی علیه وعلیّ مع الحقّ و الحقّ مع علی،فلیفیقوا من العمی فعند الصباح یحمد القوم السری و لیثیبوا اءلی رشدهم فلتخرس ألسنتهم ألبذیئة و لتنکسر.أقلامهم ألأجیرة و لیعفّوا قلیلاً و لیستحوا من اللّه و من التاریخ فلیکفّوا عن الاءعتداء الی الشیعة.

أتباع أهل البیت و القرآن و الثقلین العظیمین الذین أودعهما رسول الله(ص) فی أمته وبما أنّ البعض من أولائک سعی للتلاعب بالمصطلحات الثابتة مدی القرون لکی یهدم البناء من أساسه رأیت من الواجب جمع المصطلحات الکلامیة عند الامامیة و تعریفها فی کتابِ صیانة للحقّ وردّاً للکید فکان هذا الکتاب و من الله أستمدّ العون و هو حسبی و نعم الوکیل

محمد الحسینی المیلانی

………………………………………………………………………………………

نشر في الصفحات 21-13 من كتاب معجم الکلام

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *