الإمام موسیٰ بن جعفر الکاظم (ع)
2018-05-29
الإمام محمّد بن علّي الباقر (ع)
2018-05-29

5-الإمام جعفر بن محمّد الصّادق (ع)

هو الإمام السّادس أبوعبدﷲ جعفر بن محمّد الصّادق علیه السّلام .

والدته الکریمة هي اُمّ فروة بنت القاسم بن محمّد ربیب أمیرالمؤمنین عليٍّ لزوجته الأسماء الشّهیرة و کان محمّد قد تربّیٰ في حجر عليٍّ ثمّ ولاّٰه حکومة مصر و کان القاسم فقیهاً من تلامذة عليّ بن الحسین (ع) ، و کانت هي من أتقیٰ نساء زمانها و من العابدات الصّالحات .

ولدته یوم میلاد رسول ﷲ السّابع عشر من ربیع الأوّل سنة ثلاث و ثمانین من الهجرة .

نصّ علیه الإمام الباقر (ع) بقوله : إذا افتقد تموني فاقتدوا بهذا فإنّه الإمام بعدي و أشار إلیٰ إبنه جعفر (ع).

رویٰ ذلك صاحل کفایة الأثر (ص:254) و غیره و قد أوصیٰ إلیه أبوه فتحمّل أعباه الإمامة بعد وفاته مباشرةً ، و عاش حتّیٰ سنة ثمان و أربعین و مائة ، فاستشهد و عمره خمس و ستّون سنة مسموماً و قد سمّه المنصور الدّوانیقي لعنه ﷲفتوفّي بالمدینة فدفنه وصیّه الإمام الکاظم عند أبیه و جدّه بالبقیع . و إغتنم فرصة ضعف الحکومة الأمویّة و ابتداء الحکومة العبّاسیّة لنشر المذهب و العلم فربّیٰ أربعة آلاف تلمیذ عالم .

و یکفي في تعریفه ما قاله السّیّد الحمیريّ الشّاعر فیه قال یخاطبه معتذراً إنتماءه إلیٰ الکیسانیّة و قد رجع إلیه :

أیا راکباً نحو المدینة حسرةً

غذافرةً یطوي بها کلّ سبسبٍ

إذا ما هداك ﷲ عاینت جعفراً

فقل لولیّ ﷲ و ابن المهذّب

ألا یا ولیّ ﷲ و ابن ولیّه

أتوب إلیٰ الرّحمن ثمّ تأوّبي

إلیك من الذّنب الّذي کنت

مطنباً اُجاهد فیه دائباً کلّ مُعرب

و ما کان قولي في أبن خولة دانیاً

معاندةً منّي لنسل مطیّب

و لکن روینا عن وصيّ محمّد

و لم یك فیما قال بالمتکذّب

بأنّ وليّ الأمر یُفقد لا یُریٰ

سنین کفعل خائف المترقّب

فیقسم أموال الفقید کأنّماتُغیّبه بین الصّفیح الـمُنصّب

فإن قلت لا فالحقّ قولك

و الّذي تقول فحتمُ غیر ما متعصّب

و اُشهد ربّي أنّ قولك حجّةٌ

علی الخلق طرّاً من مطیعٍ و مذنب

بأنّ ولیّ الأمر و القائم الّذي

تطلّع نفسي نحوه و تُطرّب

له غیبةُ لا بدّ أن سیغیبها

فصلّیٰ علیه ﷲ من متغیّب

فیمکث حیناً ثمّ یظهر أمره

فیملأ عدلاً کلّ شرق و مغرب

و قال :

تجعفرتُ بسم ﷲ و ﷲ أکبر

و أیقنتُ أنّ ﷲ یعفو و یغفر

یُثبت مهما شاء ربّي بأمره

و یمحو و یقضي في الاُمور و یقدر

و لـمّا رأیتُ النّاس في الدّین قد غووا

تجعفرتُ بسم ﷲ فیمن تجعفروا

و دنتُ بدینٍ غیره ما کنتُ دانیاً

به ونهاني سیّد النّاس جعفر

فقلتُ فهبني قد تهوّدتُ برهة

و إلاّٰ فدیني دین من یتنصّر

و إنّي إلیٰ الرّحمن من ذاك تائب

و إنّي قد أسلمتُ و ﷲ غافر

فلستُ بغال ما حییتُ و راجعٌ

إلیٰ ما علیه کنتُ اُخفي و اُضمر

ولا قائلاً قولاً بکیسان بعدها

و إن عاب جهّال مقالي فأکثروا

و لکنّة ممّن مضیٰ لسبیله

علیٰ أفضل الحالات یفنیٰ و یقبر

مع الطّیّبین الطّاهرین الاُولیٰ

لهم من المصطفیٰ فرع زکيّ و عنصر

إلیٰ آخر أبیاته رحمة ﷲ .

و منذ زمان الإمام الصّادق حتّیٰ الیوم سمّیت الطّائفة الشّیعیّة جعفریّة لأنّ الإمام جعفر بن محمّد (ع) أحیا التّشیّع بعد بني اُمیّة .

و أمّا فضائل الإمام الصّادق (ع) فهي کثیرةٌ لا تُعدّ و لاتُحصیٰ و قال الشّیخ المفید (ر) :

و قد رویٰ النّاس من آیات اﷲ الظّاهرة علیٰ یدیه علیه السّلام ما یدّل علیٰ إمامته و حقّه و بطلان مقال من ادّعیٰ الإمامة لغیره فمن ذلك ما رواه نقلة الآثار من خبره (ع) مع المنصور لـمّا أمر الرّبیع بإحضار أبي عبدﷲ (ع) فأحضره فلمّا بصر به المنصور قال له :

قتلني ﷲ إن لم أقتلك ، أتلحد في سلطاني ؟؟ و تبغیني الغوائل ؟؟!!

فقال أبوعبدﷲ علیه السّلام :« وﷲ ما فعلت و لا أردت و إن کان بلغك فمن کاذبٍ و لو کنت فعلتُ فقد ظُلم یوسف فغفر و ابتلي أیّوب فصبر و اُعطي سلیمان فشکر فهؤلاء أنبیاء ﷲ و إلیهم یرجع نسبك ».

فقال المنصور : أجل إرتفع هاهنا . فارتفع فقال له : إنّ فلان بن فلان أخبرني عنك بما ذکرتُ .

فقال: أحضره یا أمیر لیُوافقني علیٰ ذلك ، فأحضر الرّجل المذکور فقال له المنصور : أنت سمعت ما حکیت عن جعفر ؟ قال : نعم !!! فقال له أبوعبدﷲ (ع) : « فاستحلفه علیٰ ذلك » فقال له منصور : أتحلف ؟ قال : نعم. و ابتدأ بالیمین . فقال له أبوعبدﷲ (ع) : « دعني یا أمیر اُحلّفه أنا » فقال له : إفعل فقال أبوعبدﷲ (ع) للسّاعي :

« قل برئتُ من حول ﷲ وقوّته و التجأتُ إلیٰ حولي و قوّتي لقد فعل کذا و کذا جعفر و قال کذا و کذا جعفر » ، فامتنع منها هنیئة ثمّ حلف بها فما برح  حتّیٰ ضرب برجله الأرض .

فقال أبوجعفر : جرّوا برجله فأخرجوه لعنه ﷲ .

و کان للإمام الصّادق (ع) عشرة أولاد و أکبرهم إسماعیل الّذي تُوفّي في حیاة أبیه و قد دفنه الإمام بیده و أشهد النّاس علیٰ موته و مع ذلك فقد ظنّ الإسماعیلیّة أنّه الإمام بعد أبیه ثمّ أولاد إسماعیل بعده و هذا من أوضح الأخطاء إذ کیف تنتقل الإمامة مع وجود الإمام الصّادق في قید الحیاة إلیٰ ولده ؟؟ و من هؤلاء الإسماعیلیّة الملوك الفاطمیّون الّذین حکموا مصر و أتباعهم منهم الإسماعیلیّة الآغاخانیّة الیوم و منهم البُهرة في الهند و العجیب من هؤلاء الإسماعیلیّة إنتماءهم إلیٰ المذهب الحنفي في الفروع مع إدّعاءهم التّشیّع لجعفر بن محمّد (ع) فإن صحّ إدّعاءهم التّشیّع فیجب علیهم الإلتزام بالمذهب الجعفري و فقه الإمامیّة .

و أمّا سائر أولاد الإمام الصّادق فأفضلهم هو الإمام موسیٰ بن جعفر (ع) و کان وصيّ أبیه و وارث الإمامة منبعده و من أولاده عبدﷲ الأ فطح و منهم إسحق بن جعفر و منهم محمّد بن جعفر و منهم العبّاس بن جعفر و منهم عليّ بن جعفر و أمّا بناته فأسماء و فاطمة لاُمّهاتٍ شتّیٰ .

و قد أمر الإمام الصّادق أن یُحضروا جمیع أقرباءه عنده حینما حضرته الوفاة فلمّا اجتمعوا عنده قال :

« أبلغوا شیعتنا لا ینال شفاعتنا مستخفاً بالصّلاة ».

و لقد وصف مولانا الصّادق المصدّق (ع) بما یلي :

إمامنا الصّادق صدّیقنا

بالفقه قد هذّبنا الصادق

سادس أهل البیت ذا جعفر

و هو إمام في العلیٰ سابق

و فاق أهل العلم في علمه

و علّم العلم به ناطق

اُستاذ نعمان طود النّهیٰ

و طود عزٍّ شامخٌ شاهق

و کلّنا مغترف علمه

نطلب فضلاً منه ها دافق

سلیل طٰه و إمام الهدیٰ

إمام حقٍّ أصله سامق

مثال کلّ الخیر ذا جعفر

أبدع في تکوینه الخالق

نرجوا إذاً یحسبنا شیعةً

یوم نشور فهو الشّافع


نشر في الصفحات 228-224 من كتاب قدیسة الاسلام

اشتراک گذاری :

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *