لدینا مئات الأحادیث و الرّوایات عن الثّقات عن سیّد الکائنات و أهل بیته السّادات صلوات ﷲ علیهم أجمعین في فضائلها و فواضلها ونقتصر هنا بما یلي :
1-عبادتها : کانت سلام ﷲ علیها کثیرة العبادة في المحراب فقد عبدت ربّها حتّیٰ تورّمت قدماهها .
3-عفّتها : رویٰ أبونعیم في حلیة الأولیاء (ج:2 ص:41) باسناده عن عليٍّ (ع) أنّه قال لفاطمة (ع) : ما خیر النّساء ؟ قالت (ع) :
لا یرین الرّجال و لا یرونهنّ ، فذکر ذلك للنّبي (ص) فقال : إنّما فاطمة بضعة منّي .
4-إیثارها : نزل فیها و في أولادها قوله تعالیٰ :
5-خدماتها البیتیّة : قال الإمام الباقر (ع) : «إنّ فاطمة ظمنت لعلیٍّ (ع) عمل البیت و العجین و الخیز و قمّ البیت» .
6-جهادها : کانت تشترك في جهاد رسول ﷲ (ص) لتضمید الجراح و التّداوي و السّقی .
7-هجرتها : کانت من أوائل المهاجرات في سبیل ﷲ من مکّة إلیٰ یثرب بعد هجرة النّبي (ص) مباشرة .
8-تعلیمها : کانت تعلّم نساء المسلمین القرآن و الأحکام الشّرعیّة والسّنّة النّبویّة .
9-بلاغتها و فصاحتها : یظهر ذلك من خطبتها و سنذکرها إن شاءﷲ .
10-زهدها : رویٰ الإمام عليِّ بن موسیٰ الرّضا (ع) عن آباءه عن عليّ بن الحسین (ع) قال :
و رویٰ المتّقي الهندي في کنزالعمّال بأسناده عن عليّ (ع) قال :
11-شجاعتها : و أمّا شجاعة قدّیسة الإسلام فاطمة الزّهراء سلام ﷲ علیها فحدّث عنها و لا حرج ، لأنّها ورثت شجاعة والدها الأعظم رسول ﷲ (ص) و هو أشجع النّاس قاطبةً ، فکما أنّه (ص) وقف لوحده أمام طغاة الشّرك و الجاهلیّة و صنادید العرب و حارب الأوثان و الأصنام و الشّرك و الإلحاد و المشرکین و الکفّار و لم تأخذه في ﷲ لومة لائم ، فکذلك إبنته البطلة الشّجاعة الصّدّیقة الطّاهرة وقفت لوحدها ضدّ الظّلم و الطّغیان و الخلیفة و حزبه الحاکم و أخذت تدافع عن الاسلام و عن حقّ عليٍّ أمیرالمؤمنین (ع) في الخلافة و نصرت إمام زمانها أمیرالمؤمنین بکلّ بسالة و دافعت عنه بکلّ شجاعة .
و حینما جرّوه من داره إلیٰ المسجد لیقتلوه أو یجبروه علیٰ البیعة وقفت أمامهم و نادت بکلّ شجاعة في وجوههم : خلّوا عن إبن عمّي ! حتّیٰ أنقذته من أیدیهم .
فلم یوفّقوا من إکراهه و إجباره علیٰ بیعة الخلیفة ما دامت في قید الحیاة .
و ناهیك عن شجاعتها حینما وقفت أمام الطّغات الظّلمة الّذین غضبوا إرثها و نحلتها “فدك” ظلماً و عدواناً و بیدهم القّوة و القدرة و السّیف و السّوط ، فنادت بأعلیٰ صوتها في وجهه بحظور أنصاره و حزبه :
فیالها من شجاعة تنبیء عن شجاعة رسول ﷲ (ص) فإنّها لم تخاطبه بالخلافة فلا تعترف بها له ، و لا تقرّ له بهذا اللّقب الّذي لقّبوه به و تسمّیه بإبن أبي قحافة حتّیٰ تعلن للملأ إنّه إن تقمّصها بحجّة کبر سنّه فإنّ أباه هو أکبر سنّاً منه . ثمّ تُحاکمه و تحکم علیه بمرأیٰ من العامّة و المشاهدین رجالاً و نساءً و لا تخاف درکاً و لا تخشیٰ فتشیر إلیٰ حکم ﷲ في الإرث في کتاب ﷲ و قوله تبارك و تعالیٰ : ﴿ و ورث سلیمانُ داوُد ﴾ فتدحض إدّعاءه بأنّ الأنبیاء لا یورثون ثمّ ثشیر إلیٰ عموم الآیة الشّریفة : ﴿ للرّجال نصیبُ ممّا ترك الوالدان و الأقربون و للنّساء نصیب ممّا ترك الوالدان و الأقربون ﴾، فکما إنّه سیرث أباقحافة بهذه الآیة فهي قطعاً و حتماً و یقیناً ترث أباها رسول ﷲ (ص) .
ثمّ أکّدت علیه بقولها : «لقد جئت شیئاً فریّاً » فأعلنت للملأ أنّه إفتریٰ علیٰ رسول ﷲ (ص) الکذب . فهدّدته بکلُ شجاعة و بسالة بعواقب ظلمه و عناده و أتمّت الحجّة علیه وعلیٰ أتباعه بقولها : « و عند السّاعة یخسّرُ المبطلون » ، و لقد صدقت الصّدّیقة الطّاهرة فحتماً یخسر المبطلون غداً .
نشر في الصفحات 100-97 من كتاب قدیسة الاسلام